الحب لا يفشل ابدا

عندما تناولنا العشاء انا وزوجتي، أمسكت بيدها وقلت: “أنا عندي شيء أقوله لك”. 
قالت: تفضل!
اريد الانفصال!
لا يبدو أنها تضايقت بسبب كلماتي، بدلا من ذلك سألتني بهدوء، “لماذا؟”.
صمتّ ولم اجب ،
ولكنها تابعت: أنا جادة في رغبتي بمعرفة الاجابة. تجنبت سؤالها. هذه الاجابة المشهورة عن هذا السؤال اي الصمت، جعلتها غاضبة جدا. رمقتني وصاحت في وجهي.
“أنت لست رجلا!”.
في تلك الليلة، لم نتحدث إلى بعضنا البعض. كانت تبكي طوال الليل.
في الصباح سألتني،: هل ما زلت تذكر كيف كان يوم الزفاف؟”
هذا السؤال اعاد إلي كل تلك الذكريات الرائعة. أومأت برأسي بالايجاب، وقلت:
‏”أتذكر”.
قالت: “أنت حملتني بين ذراعيك.” وتابعت “لذا، لديّ شرط واحد، وهذا هو، ان تحملني علي ذراعيك كل يوم حتى يحين موعد الطلاق في المحكمة بعد شهر. من الآن وحتى نهاية هذا الشهر، يجب أن تحملني من غرفة النوم إلى الباب كل صباح “.
قبلت بابتسامة. كنت أعرف أنها اضاعت تلك الأيام الحلوة وتمنى نفسها بإنهاء زواجها بشكل رومانسي. كنا نعامل بعضنا البعض كاغراب. لذلك عندما كنت أحملها من الفراش للخارج في اليوم الأول، بدى كلانا على حد سواء اخرقا. ابني صفق بحرارة وهو يسير خلفي وانا احمل امه.
في اليوم الاول حملتها بصعوبة وفي الثاني بدى الامر اسهل .. وفي اليوم الرابع، عندما حملتها بدأت أشعر كنا لا نزال زوجين حبيبين. لقد كنت أحمل حبيبة قلبي عل ذراعي. أصبح تخيل ندى اكثر غموضا.
في اليومين الخامس والسادس، ظلت تذكرني باشياء، مثل، اين وضعت القمصان التي قمت بكيها، او انتبه و أنت تضع البيض في المقلاة، او طريقة الطهي الافضل للبطاطس، الخ. كنت اومئ  رأسي بالايجاب. كان شعور الألفة أقوى.
في اليوم العاشر كنت أنتظر حملها خارج غرفة النوم. حاولت ان تجد فستانا مناسبا ولكن لم يمكنها. ثم تنهدت وقالت: “لقد اصبح كل ما عندي من الثياب اكثر اتساعا”. فكرت قليلا ثم ابتسمت ابتسامة ذات مغزى لأنني أدركت أنني كنت أتمكن من حملها بسهولة لأنها كانت تصير أنحف، وليس لأنني كنت أقوى. كنت أعرف أنها قد دفنت كل المرارة في قلبها. مرة أخرى، شعرت بالألم. لا شعوريا .. مددت يديّ امسد شعرها برفق. وجاء ابننا في هذه اللحظة، وقال:”يا أبي، لقد حان الوقت لتحمل أمي للخارج.”. بالنسبة له، رؤية والده يحمل أمه كان طقسا يوميا. اومأت الى ابننا بالاقتراب واحتضنته بقوة. ثم أمسكت جسدها بإحكام، كما لو كنا قد عدنا ليوم الزفاف. لكن وزنها الذي صار أخف بكثير جعلني حزينا.
في اليوم الأخير، عندما حملتها علي ذراعي وأنا بصعوبة اخطو للامام. كان ابننا قد ذهب الى المدرسة. فقالت: “في الحقيقة أتمنى أن تحملني بين ذراعيك حتى نشيخ.” حملتها بإحكام، وقلت: “كلانا، أنت وأنا، لم نلاحظ أن حياتنا كان ينقصها وجود مثل هذه العلاقة الحميمة”.

أضف تعليق